كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



أن لا يبقى أحد في المصر إلا اغتابني! أي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها.
وعنه قال: كنت أجلس يوم الجمعة فإذا كثر الناس فرحت وإذا قلوا حزنت فسألت بشر بن منصور فقال: هذا مجلس سوء فلا تعد إليه فما عدت إليه.
قال عبد الرحمن رسته: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن مهدي أن أباه قام ليلة وكان يحيي الليل كله.
قال: فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش حتى طلعت الشمس ولم يصل الصبح فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض شيئا شهرين فقرح فخذاه جميعا (1) .
وقال رسته: سمعت ابن مهدي يقول لفتى من ولد الأمير جعفر بن سليمان: بلغني أنك تتكلم في الرب وتصفه وتشبهه.
قال: نعم نظرنا فلم نر من خلق الله شيئا أحسن من الإنسان.
فأخذ يتكلم في الصفة والقامة فقال له: رويدك يا بني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق فإن عجزنا عنه فنحن عن الخالق أعجز أخبرني عما حدثني شعبة عن الشيباني عن سعيد بن جبير عن عبد الله: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} [النجم: 18].
قال: رأى جبريل له ست مائة جناح (2) فبقي الغلام ينظر فقال: أنا أهون عليك صف لي خلقا
__________
(1) أورده المؤلف في " تذكرة الحفاظ " 1 / 330 وهو في " حلية الأولياء " 9 / 12.
(2) أخرجه البخاري 8 / 469 و470 في تفسير سورة النجم: باب (فكان قاب قوسين أو أدنى) وباب قوله تعالى: (فأوحى إلى عبده ما أوحى) وفي بدء الخلق: باب ذكر الملائكة ومسلم (174) في الايمان: باب ذكر سدرة المنتهى من طرق عن سليمان الشيباني عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود.